{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ (45) قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (46)}وقرئ: {أن اعبدوا}، بالضم على إتباع النون الباء {فَرِيقَانِ} فريق مؤمن وفريق كافر.وقيل أريد بالفريقين صالح عليه السلام وقومه قبل أن يؤمن منهم أحد {يَخْتَصِمُونَ} يقول كل فريق: الحق معي. السيئة: العقوبة، والحسنة: التوبة، فإن قلت: ما معنى استعجالهم بالسيئة قبل الحسنة؟ وإنما يكون ذلك إذا كانتا متوقعتين إحداهما قبل الأخرى؟ قلت: كانوا يقولون لجهلهم: إن العقوبة التي يعدها صالح عليه السلام إن وقعت على زعمه، تبنا حينئذٍ واستغفرنا- مقدّرين أن التوبة مقبولة في ذلك الوقت- وإن لم تقع، فنحن على ما نحن عليه، فخاطبهم صالح عليه السلام على حسب قولهم واعتقادهم، ثم قال لهم: هلا تستغفرون الله قبل نزول العذاب؟ {لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} تنبيهاً لهم على الخطأ فيما قالوه؛ وتجهيلاً فيما اعتقدوه.